للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أنه أضيف إلى الدراهم أخذ شيء من المحصول الزراعي ما بين خمسة إلى عشرة أقفزة (١)، فلعل المقصود من ذلك تمويل القوات الإسلامية.

ولم تثبت مقادير الخراج على أرض الشام ومصر، ولكن يبدو أنها عوملت مثل أرض السواد دون إرهاق.

ولم تشر المصادر إلى وقوع تغيير في مقادير الخراج في عهد الخليفتين عثمان وعلي رضي الله عنهما مما يشير إلى استمرارهما في سياسة عمر رضي الله عنه الخراجية التي كان لها الأثر البالغ في الازدهار الاقتصادي الذي تحقق في خلافة عثمان رضي الله عنه.

وقد تميز عصر عمر بالدقة في الإحصاء للسكان ومسح أراضي السواد، وتمييز الأراضي الخاصة بكسرى وأسرته، والأراضي التي قتل أصحابها أو فروا في المعارك ضد المسلمين، والأراضي البور، وقد قاد عملية المسح رجال من الصحابة "جمع سعد من وراء المدائن، وأمر بالإحصاء، فوجدهم بضعة وثلاثين ومائة ألف - أكثر من (٠٠٠) و١٣٠ نسمة- ووجدهم بضعة وثلاثين ألف أهل بيت- أكثر من (٠٠٠) و٣٠ أسرة- وهذا الإحصاء الذي قام به الصحابي سعد بن أبي وقاص يدل على قدرة عالية ومرونة في الإفادة من الخبرات المحلية في أعمال المسح والإحصاء (٢).


(١) أبو عبيد: الأموال ٧٥، وابن أبي شيبة: المصنف ٢: ٤٣٠، ٤٣١، ٤٣٥، ٤٣٦. وابن زنجويه: الأموال ١: ٢١٠، ٢١١. والأسانيد تتضافر لتقوية الخبر.
(٢) عبد العزيز إبراهيم العمري: الولاية على البلدان ٢: ١٠٢.

<<  <   >  >>