للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأراد عمر رضي الله عنه توزيع هذه الأموال فأشار عليه الصحابة رضوان الله عليهم: "لا تفعل يا أمير المؤمنين، إن الناس يدخلون في الإسلام ويكثر المال، ولكن أعطهم على كتاب" (١). ولابد أن كتابة قوائم بأسماء المقاتلة مع تحديد معدلات أعطياتهم وأرزاقهم استلزم وقتاً طويلاً ولم يتم إنجازه كاملاً إلا سنة عشرين بعد أن استقرت الأوضاع، واتضحت أبعاد الفتح، وأنشئت المعسكرات الجديدة كالكوفة والبصرة، وتحددت الأجناد (جند الشام، وجند حمص، وجند قنَّسرين) واتضحت موارد الدولة المالية، مما يمكن معه من إنجاز الإحصاء والتدقيق اللازمين للديوان (٢).

وتشير روايات ضعيفة إلى أن فكرة الديوان عرضها بعض الصحابة بناء على ما رأوه في بلاد الفرس والشام (٣)، أو أن فكرة الديوان عرضها الهرمزان- أسير تستر سنة (١٧) هـ- (٤). ولكن مما لا شك فيه أن الدواوين الإدارية والمالية كانت معروفة في أجهزة الحكم للدولتين العظميين المتصارعتين في المشرق قبيل ظهور الإسلام (٥).


(١) - يعقوب بن سفيان: المعرفة والتأريخ ١: ٤٦٥ - ٤٦٧، وابن أبي شيبة: المصنف ٦: ٤٥٧، والبيهقي: السنن ٦: ٣٦٤ والأثر صحيح.
(٢) - عبد العزيز بن عبد الله السلومي: ديوان الجند ١٠١.
(٣) - ابن سعد: الطبقات ٣: ٣٠٠، وابن أبي شيبة: المصنف ٦: ٤٥٢، وابن زنجويه: الأموال ٢: ٥٤، والبيهقي: السنن ٦: ٣٤٩، والأثر فيه ضعف مداره على محمد بن عمرو بن علقمة الليثي صدوق له أوهام (ابن حجر: التقريب ٢: ١٩٦).
(٤) - الجهشياري: الوزراء والكتاب ١٧، والصولي: أدب الكتاب ١٩٠، والماوردي: الأحكام السلطانية ١٩٩، والعسكري: الأوائل ١٣٤.
(٥) - الجهشياري: الوزراء والكتاب ٢، ٣، وابن خرداذبة: المسالك والممالك ١١١ - ١١٢، والبلاذري: فتوح البلدان ٥٦٠، والماوردي: الأحكام السلطانية ١٩٩، والمقريزي: الخطط ١: ١٤٨، والسلومي: ديوان الجند ٩١.

<<  <   >  >>