للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الصناعات، وهذه الطبقات من الفقراء كانوا يحسون بسوء حالهم وكثيراً ما حاولوا القيام بثورات لم يوفقوا فيها. وكان أصحاب الأعمال الذين يستخدمونهم يؤلفون من بينهم طبقة وسطى كبيرة العدد (١).

وهكذا فإن الطبقية والإقطاع وفقدان العدالة الاجتماعية كانت تطبع المجتمع البيزنطي، كما كانت القسوة والعنف والتعصب والجهل والخرافة تطبع حياة الأفراد، وما ذلك إلا بسبب ضعف الإيمان الصادق بالله ورسله، وطغيان المظاهر الخادعة على الحياة الدينية في الإمبراطورية (٢).

[تنبيه]

ورغم مظاهر الضعف والفساد في الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية في وقت ظهور الاسلام وقيام حركة الفتوح الاسلامية، فإن من الخطأ المبالغة في وصف ضعفهما، فقد تمكنتا من حشد جيوش جرارة أمام تقدم المسلمين، وكانت جيوشهما تتفوق عدداً وعدة على المسلمين، ولكن الإيمان الصادق وروح الجهاد ونصر الله للمسلمين هو الذي أكسبهم المعارك الطويلة التي خاضوها ضد قوى منظمة وجيوش متمرسة وقلاع حصينة وأمم عريقة.

[الهند والصين واليابان]

كانت البوذية تنتشر في الصين، فكانت التماثيل الخزفية المزججة التي تمثل الخدم والذل والجمال تدفن مع الأموات في القبور، ثم تحولت هذه العادة إلى ذبح


(١) المرجع السابق ١٤: ١٧٣ - ١٧٥.
(٢) ديورانت: قصة الحضارة ١٤: ١٨٧ - ١٨٨.

<<  <   >  >>