للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنوات على العرش، وبدأ الاضطراب عندما قتل شيرويه أباه كسرى أبرويز، ثم قتل شيرويه، وتولى أمراء متعاقبون ثم تولى شهريران بن أردشير، ثم مات فتولت أخته دخت زنان بنت كسرى ثم خلعت وتولى سابور في شهريران ثم قتل وتولت آزر ميدخت بنت كسرى ثم خلعت وتولت بوران بنت كسرى وقد أطلقت يد رستم في شؤون الدولة والجيش (١).

وبدأ رستم تنظيم مقاومة ضد المسلمين، وقد استمد المثنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي ومعه عشرة آلاف مقاتل، ولما وصل العراق كان رستم قد استثار الدهاقين في السواد فثاروا بالمسلمين كما أرسل ثلاثة جيوش أحدها بقيادة جابان والآخر بقيادة نرس والثالث بقيادة الجالينوس، وتمكن أبو عبيد من هزيمة الجيوش الثلاثة قرب الحيرة وكسكر والسقاطية على التوالي، وأعاد احتلال السواد وصالح الدهاقين (٢).

وقد حفزت هزائم الفرس رستم فعبأ جيشاً كبيراً بقيادة بهمن جاذويه ذي الحاجب يساعده الجالينوس ومعهم الفيلة وراية كسرى "درفش كابيان"، والتقى الجيشان على الفرات بقس الناطف، وقد خيَّر الفرس أبا عبيد أن يعبر اليهم أو يعبروا اليه فاختار العبور كي "لا يكونوا أجرأ على الموت منا" لكنه فقد خصائص عديدة، فقد كان وراءه الصحراء وبعبوره أصبح النهر وراءه، وكان في صحراء فأصبح في أعشاب ومستنقعات، وفي بدء المعركة رجحت كفة المسلمين لكن الفيلة أرعبت خيلهم وخبطت أبا عبيد فقتلته، وانهزم المسلمون، وقام أحدهم بقطع الجسر ليمنع الهزيمة لكنه أخطأ وزاد خسائر المسلمين التي بلغت أربعة آلاف بين قتيل وغريق ثم أصلح الجسر وعبر المسلمون. لقد كانت الهزيمة قاسية حتى لحق


(١) الطبري: تأريخ ٣: ٤١٣ - ٤١٤، ٤٤٧.
(٢) الطبري: تأريخ ٣: ٤٥٠ - ٤٥٣.

<<  <   >  >>