للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التراجع إلى القدس (١).

ولكن المسلمين أخذوا يواجهون عقبات كبيرة تمثلت في التفوق العددي الهائل للروم حيث حشدوا جيشاً كبيراً بقيادة تيودريك أخي هرقل اتخذ من منطقة على اليرموك معسكراً له، لذلك اقترح عمرو بن العاص تجميع الجيوش الاسلامية في اليرموك فتم ذلك.

[اليرموك (في الطبري سنة (١٣) هـ)]

ووجه أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد مع نصف الجيش الذي كان في العراق لمساعدة المسلمين في الشام، وقد قطع خالد الصحراء بسرعة خارقة واتصل بجيوش المسلمين في اليرموك بعد أن فتح في طريقه إليهم بصرى وبعض الواحات التي مر بها. وقد اجتمعت جيوش المسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد ثم دارت رحى معركة هائلة، وقد استبسل المسلمون واستشهد عكرمة بن أبي جهل، وقاوم الروم بعنف ثم هرب بعضهم، ومعظمهم هوى في وادي الواقوصة فكان قتلاهم ألوفاً عديدة. وكان جيش المسلمين يضم ألفاً من الصحابة بينهم مائة بدري (٢). وقد غادر هرقل على اثر الموقعة مدينة أنطاكيا وودع سوريا الوداع الأخير، وفتحت الطريق أمام المسلمين للانسياح في بلاد الشام، وفي أعقاب اليرموك توفي أبو بكر رضي الله عنه (٣) وتولى الخلافة عمر رضي الله عنه، وقيل أن ذلك كان عقب حصار دمشق (٤)، بل هناك رواية أخرى مخالفة هي أن اليرموك حدثت عقب فتح دمشق، ومعنى ذلك


(١) الطبري: تأريخ ٣: ٤٠٦، ٤١٧، ٤١٨ عن ابن اسحق، ٦٠٥. والبلاذري: فتوح البلدان ١٣٥ - ١٣٦.
(٢) ابن عساكر: تأريخ دمشق ١: ٥٢٩ (ط. المنجد).
(٣) الطبري: تأريخ ٣: ٣٩٤ - ٤٠٨.
(٤) البلاذري: فتوح البلدان ١٤٤.

<<  <   >  >>