للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتذكر رواية أن عبد الله بن مسعود في إمارته على الكوفة أول خلافة عثمان رضي الله عنه استتاب أتباعاً لمسيلمة من بني حنيفة كانوا لا يزالون على إيمانهم به، وأنه قتل منهم ابن النوَّاحة فقط وكان رسولاً لمسيلمة في عهد النبوة، وامتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله "لأن الرسل لا تقتل"، فلما ظفر به عبد الله بن مسعود هذه المرة قتله (١). وكانوا ثمانين رجلاً، ومعهم مصحف فيه قراءة مسيلمة (٢). وخبر هزيمة بني أسد أمام خالد بن الوليد يوم بزاخة (٣).

وتشير روايات عديدة إلى بطولات ثابت بن قيس بن شماس يوم اليمامة، والبراء بن عازب قاتل الطفيل محكم اليمامة "وكان عظيماً جسيماً". وأن شعار المسلمين كان "يا أصحاب سورة البقرة"، وصيام بعض المقاتلين المسلمين خلال المعركة، وإجهاز الزبير بن العوام على بعض القتلى ممن بهم رمق. وسجود أبي


(١) أبو داود: السنن ٣: ٨٤ (ط. محيي الدين عبد الحميد)، والخبر فيه عنعنة أبي اسحق السبيعي، وهو يخالف رواية مسند أحمد لأن الذي اطلع على حال أتباع مسيلمة هو حارثة بن مضرب فأبلغ عنهم وليس ابن معيز كما هو في رواية أحمد، وفي سند أبي داود محمد بن كثير فإن كان الثقفي فهو صدوق كثير الغلط، وإن كان العبدي فهو ثقة، وأبو داود يروي عن الاثنين، وهما يرويان عن الثوري .. وأحمد: المسند ١: ٣٩١، ٣٩٦، ٤٠٤، ٤٠٦ و ٣: ٤٨٨ والحديث عند الإمام أحمد من طريق عبد الله بن معيز وهو تابعي مجهول الحال. وقد ذكر الحاكم النيسابوري بإسناد صحيح مسلسل بأبناء وأحفاد ابن مسعود (المستدرك ٣: ٥٣) والطحاوي: شرح معاني الآثار ٣: ٢١١.
(٢) الحاكم: المستدرك ٣: ٥٣ بإسناد صحيح.
(٣) ابن أبي شيبة: المصنف ١٢: ٥٥.

<<  <   >  >>