للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعضهم كان منشغلاً مع علي رضي الله عنه بتشييع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأنصار الذين التفوا حول زعيم الخزرج سعد بن عبادة وعقدوا اجتماعاً في سقيفة بني ساعدة لمناقشة الموقف الجديد .. فالأنصار هم السكان الأصليون للمدينة، وقد آووا المهاجرين ونصروا الإسلام بأرواحهم وأموالهم، وهيئوا له فرص الاستقرار والانتشار، وعرفوا بإيثارهم وصبرهم وجهادهم وتضحياتهم أفلا يكون لهم الحق في رئاسة الدولة ورعاية الإسلام؟

وقد بلغ خبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة إلى المهاجرين وهم مجتمعون مع أبي بكر الصديق رضى الله عنه لترشيح من يتولى الخلافة (١). فقال المهاجرون لبعضهم: "انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيباً" (٢). قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان، فذكر ماتمالأ عليه القوم. فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم. فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمِّل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة فقلت ماله؟ قالوا: يوعك" (٣).


(١) البخاري: الصحيح ٨: ٢١٠، وعبد الرزاق: المصنف ٥: ٤٣٩، وابن سعد: الطبقات الكبرى ٣: ٦١٥، والترمذي: الشمائل المحمدية ٣٠٨، والنسائي: كتاب الوفاة ٧٥، والطبراني: المعجم الكبير ٧: ٥٦، وابن أبي شيبة: المصنف ١٤: ٥٦٥، وصرح ابن اسحق بالسماع كما في فتح الباري ١٢: ١٥٣ لابن حجر.
(٢) الترمذي: الشمائل المحمدية ٣٠٨، والنسائي: كتاب الوفاة ٧٥، والطبراني: المعجم الكبير ٧: ٥٦، وصححه الألباني (مختصر الشمائل ١٩٨).
(٣) البخاري: الصحيح ٨: ٢١٠.

<<  <   >  >>