للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تكونوا أول من أحدث في الإسلام" (١).

وقد وردت روايات ضعيفة تفيد أن المهاجرين احتجوا على الأنصار بحديث "قريش ولاة هذا الأمر" (٢)، ولكن يبدو أن الحديث لم يخطر على بالهم، أو أن الصديق اكتفى بتضمينه في كلامه، والأول أقوى لأن الحديث كان سيقطع الأمر لصالح المهاجرين دون استمرار الحوار.

لقد نظر الأنصار إلى الخلافة من زاوية محدودة بظروف المجتمع المدني والعلاقة التأريخية بين المهاجرين والأنصار، أما المهاجرون فنظروا نظرة واسعة على مستوى الدولة كلها وما يترتب على خروج السلطة من قريش من عواقب كبيرة لأن العرب يمكن أن ترض بقيادتها لمكانتها فيهم، أما لو تولاها الأنصار فقد تقع انشقاقات خطيرة تؤدي إلى تفكك الدولة الإسلامية.

وقد طرح عدد من الأنصار فكرة تعيين أميرين أحدهما من المهاجرين والآخر من الأنصار (٣)، ولكن أبا بكر رضي الله عنه قال: "لا، ولكنَّا الأمراء وأنتم الوزراء" (٤). وقال عمر: "سيفان في غمد واحد!! إذا لا يصلحان" (٥).


(١) ابن أبي شيبة: المصنف ١٤: ٥٦٣ وصرح ابن اسحق بالسماع كما في فتح الباري ١٢: ١٥٣.
(٢) أحمد: المسند ١: ٥ بإسناد رجاله ثقات لكنه من مرسل حميد بن عبد الرحمن الحميري وهو ثقة فقيه، وحسنه البزار وابن تيمية (ابن تيمية: منهاج السنة النبوية ١: ٥٣٦، والمتقي الهندي: كنز العمال ٥: ٦٣٨ عن ابن المنذر).
(٣) أحمد: المسند ٥: ١٨٥ بإسناد صحيح، وابن سعدْ: الطبقات ٣: ٢١٢، وابن أبي شيبة: المصنف ١٤: ٥٦١، والبلاذري: أنساب الأشراف الشيخان ٦٥، والطبراني: المعجم الكبير ٥: ١١٤. وصححه ابن كثير: البداية والنهاية ٥: ٢٨١.
(٤) البخاري: الصحيح ٥: ٨.
(٥) الترمذي: الشمائل المحمدية ٣٠٨. وصححه الألباني (مختصر الشمائل ١٩٨). والنسائي:

<<  <   >  >>