للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطرفين تزيد على السبعين (١). ثم في يوم الأربعاء التالي بدأ الالتحام بين الجيشين، وكان قادة جيش علي رضي الله عنه هم: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعمار بن ياسر، ومحمد بن الحنفية، وهاشم بن عتبة، والمرقال، والأشعث بن قيس. أما قادة جيش معاوية رضي الله عنه فهم: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وذو الكلاع الحميري، وحبيب بن مسلمة الفهري، والمخارق بن الصباح الكلاعي (٢)، وعبد الله بن عمرو بن العاص (٣).

وقد وصف أبو العالية الرفاعي- شاهد عيان ثقة ت (٩٠) هـ- المعركة بقوله: "لما كان زمن علي عليه السلام ومعاوية، وإني لشاب القتال أحب إليَّ من الطعام الطيب، تجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم، فإذا صفان لا يُرى طرفاهما، إذا كبَّر هؤلاء كبرَّ هؤلاء، وإذا هلَّل هؤلاء هلَّل هؤلاء. قال: فراجعتُ نفسي فقلت: أي الفريقين أنزلُهُ كافراً، وأي الفريقين أنزله مؤمناً؟ فما أمسيتُ حتى رجعت وتركتهم" (٤).

ولم ينفرد أبو العالية الرياحي بالتردد والشك ثم التوقف عن القتال، فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص يُصرح بحقيقة مشاعره وهو يقف إلى جوار أبيه بيده الراية ويتقدم في الجيش الشامي منزلة أو منزلتين: "مالي ولصفين!! مالي وقتال المسلمين!! لوددتُ أني مِتُّ قبله بعشر سنين أما والله على ذلك ما ضربتُ بسيف


(١) ابن حجر: فتح الباري ٣: ٨٦ نقلاً عن تاريخ ابن أبي خيثمة، وأما المصدر المتقدم في ذكر الخبر فهو نصر بن مزاحم (صفين ٢٠٢).
(٢) خليفة: التأريخ ١٩٣ بسند حسن إلى شاهد عيان.
(٣) ابن سعد: الطبقات ٤: ٢٦٦ بسند صحيح.
(٤) ابن سعد: الطبقات ٧: ١١٤ بإسناد فيه يحيي بن خلف السعدي، حديثه عن الثوري منكر وليس هذا عنه (ابن عدي: الكامل ٧: ٢٧٠٠ - ٢٧٠١).

<<  <   >  >>