للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء" (١). واشتبك الجيشان في معركة خاطفة وغير متكافئة، انتهت بالإجهاز على الخوارج رغم ما أبدوه من جلد وشجاعة .. فقد أفناهم جيش علي الكبير دون أن يصيبوا منه إلا بضعة عشر رجلاً (٢). ولم يعش من جيش الخوارج إلا الجرحى ومن فرَّ وهم عدد يسير (٣).

واهتم علي بالتفتيش عن المخدج ذي الثدية حتى وقف عليه (٤)، فكان شاهدا على صحة موقف علي، وآية على ضلال الخوارج.

وقد عامل علي رضي الله عنه الخوارج معاملة البغاة، فلم يكفرهم، ومنع جنده من تعقيب فاريهم، والإجهاز على جريحهم، ولم يسبهم (٥) ولم يغنم أموالهم (٦) ويمثل عنهم أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا. فقيل: منافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فمن هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم. وفي رواية:


(١) - مسلم: الصحيح ٢: ٧٤٨، وابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٣١٧ بإسناد صحيح، وأحمد: المسند ٣: ٤٨٥ بإسناد صحيح، وأبو داود: السنن ٤: ٢٤٤.
(٢) - ابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٣١١، وخليفة: التأريخ ١٩٧ بسند حسن، والنسائي: خصائص علي ١٩٠ بسند حسن، ويعقوب بن سفيان: المعرفة والتأريخ ٣: ٣١٥.
(٣) - عبد الحميد علي ناصر: خلافة علي ٣٢٩.
(٤) - ابن أبي عاصم: السنة ٢: ٤٤٢ - ٤٤٣ بإسناد صحيح، وابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٣٢٥ - ٣٢٧، والطبري: التأريخ ٥: ٩١ - ٩٢، والطحاوي: تهذيب الآثار ٤: ٢٣٦ - ٢٣٨.
(٥) - البيهقي: السنن ٨: ١٨٢ بسند صحيح.
(٦) عبد الرزاق: المصنف ١٠: ١٢٢ - ١٢٣، وابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٣٣٢، وسعيد بن منصور: السنن ٢: ٣٣٩، والبيهقي: السنن الكبرى ٨: ١٨٣.

<<  <   >  >>