للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ المَازَرِيَّ يَقُولُ - وَقَدْ جَرَى ذِكْرُ كِتَابِهِ " المُعْلِمَ ": " إِنِّي لَمْ أَقْصِدُ تَأْلِيفَهُ، وَإِنَّمَا كَانَ السَّبَبُ أَنَّهُ قُرِئَ عَلَيَّ " صَحِيحُ مُسْلِمٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَتَكَلَّمْتُ عَلَى نُقَطٍ مِنْهُ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ القِرَاءَةِ عَرَضَ عَلَيَّ الأَصْحَابُ مَا أَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِمْ فَنَظَرْتُ فِيهِ وَهَذَّبْتُهُ، فَهَذَا كَانَ سَبَبُ جَمْعِهِ (١).

ومن هنا يتضح لك أن طريقة القدماء الأعلام هي عين الطريقة التي يسلكها اليوم كبار الطلبة المترشحين في كليات العلم الجامعة في البلاد الغربية المتمدنة، فإنهم يتلقون الدروس العالية إملاءً، وينقلون تلك الأمالي إلى تآليف مستقلة تصدر بأسماء أساتذتهم، ولا جديد تحت السماء.

وانظر- يا رعاك الله - إلى لطف الإمام وتواضعه العلمي، حيث يعبر عن تلاميذه والآخذين عنه بلفظ «الأَصْحَابِ».

ومهما يكن فإن كتاب " المعلم " موجود منه نسخ كاملة،


(١) يستفاد من مقدمة " المعلم " أن إقراءه وإملاءه وقع من الإمام المازري في المسجد المعروف الآن بمسجد سيدي مطير الكائن برحبة النعمة في مدينة المهدية، وذلك في خلال شهر رمضان من سنة ٤٩٩ هـ. راجع " تكملة الصلة " لابن الأبار: ج ٢ ص ٣٥٨ من طبعة مجريط سنة ١٨٨٧ م.

<<  <   >  >>