للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دقائق عديدة، ودوت الهتافات بحياة الزعيم العربي الأصيل .. وبغض النظر عما حدث - حيث كان الزعيم " الوطني الصادق " أرسل مئات من جنود المظلات هبطوا في حلب، وقبضت على جميعهم قوات الجيش السوري .. بغض النظر عن هذا، فلم تمض شهور معدودة حتى كان الزعيم " الوطني الصادق " يبعث بجيش مصري عربي إلى دولة اليمن ليقاتل شعبًا عربيًا هناك، أعزل من السلاح، دون ذنب جناه، ويفعل به ما هو شبيه بما فعله اليهود بعرب فلسطين في اللد والرملة ودير ياسين ..

الحق أن الإنسان يقف مدهوشًا أمام بصيرة الرجل النافذة .. هذه البصيرة التي هيأته للفهم العميق للأمور .. عندما صدر قرار الحل كان شباب الإخوان - كما سبق أن قلت - في أرض المعركة بفلسطين .. وقدر الرجل أن قرار الحل قد يثير ثائرة المجاهدين .. وليس في استطاعته أن يكتم الأمر عنهم، وإذاعات الدنيا قد أذاعت الخبر في شماتة، ولا سيما إذاعات الغرب الصليبي، وإذاعات الشرق الشيوعي .. وبالرغم من اطمئنان الرجل إلى إيمان الشباب المجاهد، الذي طالما هتف في أعماقه: الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا .. فهذا الشباب سوف يكون فوق مستوى المحنة .. وهذه المحنة مهما بلغت ضراوتها، لن تفت في عزائمهم، ولن تشغلهم.

<<  <   >  >>