للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال بعض السلف: «إن للحسنة لنورًا في القلب، وقوة في البدن، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة لظلمة في القلب، وسوادًا في الوجه، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق»!

أيها المذنب! أهل الطاعات بطاعاتهم آنس من الوالد بولده .. ومن البخيل بماله!

لما حضرت معاذاً بن جبل - رضي الله عنه - الوفاة؛ قال: «اخنق خنقك، فوعزتك إني أحبك، اللهم إني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني ما كنت أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار، ولا غراس الأشجار، وإنما بمكابدة الساعات، وظمأ الهواجر، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلَق الذِّكر»!

أيها المذنب! إذا تلذَّذ أهل الطاعات ببردها .. فإنَّ للذنوب مرارات .. وغصص!

وكم من مذنب لم يشعر بتلك المرارات .. وغفلته عن ذلك أشد من الذنب! فإن العقوبات المعنوية التي تنزل على قلب المذنب شديدة الوطأة على العصاة!

قال ابن الجوزي: «وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله؛ فظنَّ أن لا عقوبة، وغفلته عمَّا عوقب به عقوبة، وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة».

أيها الغافل! ذلك هو نور الطاعات الذي يفوز به الطائعون .. وتلك هي ظلمة المعصية التي يعيشها العاصون .. ويكون ذلك في الدنيا والآخرة ..

<<  <   >  >>