للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولم يقل أحد من المشارقة أن هؤلاء أمازيغ أو بربر أو قبائل ليس لهم أن يحتلوا مكانة في المجتمع، بل على العكس تماما فإن هؤلاء هم الذين حمو النصارى في الفتنة التي أشعلتها الدول الكبرى في الشام عام ١٨٦٠، وفي عام ١٨٧٧ عرض المشارقة على الأمير عبد القادر الجزائري أن يكون ملكا على رأس الدولة العربية التي أرادوا استقلالها عن تركيا التي استبدت وابتعدت عن روح الإسلام.

وكان هؤلاء الأمازيغ بمن فيهم الدفعات التي هجرت إثر ثورة المقراني عام ١٨٧١ ومجموعة الشيخ محمد بن يلس التي هاجرت إثر قانون التجنيد الإجباري عام ١٩١١ يوجهون المجتمع الشامي ضد كل الاستعمار الغربي، والفرنسي منه خصوما، وضد الاستبداد التركي، ويثيرون في هذا المجتمع الشامي روح القومية العربية والثقافة العربية الإسلامية ويحيون الأمجاد العربية، فاستجاب لهم المجتمع وعمل تحت رايتهم وقد تأسست نتيجة هذه الحركة "جمعية النهضة العربية" عام ١٩٠٤ بقيادة الشيخ طاهر السمعنوي الجزائري ابن الشيخ صالح السمعوني الذي هاجر كما أشرنا عام ١٨٤٧ من بجاية تحديدا من وغليس بلدية سيدي عيش دائرة أقبو في واد الصومام وقبيلة بني سمعون التي عند أهلها الخبر اليقين.

ومن جمعية النهضة العربية انبثفت جمعيات القومية العربية كالجمعية القحطانية وجمعية العهد وجمعية العربية للفتاة التي أعلنت الثورة العربية على تركيا عام ١٩١٦ - ١٩١٨ بالاتفاق مع شريف مكة الحسين بن علي وولده فيصل. وقد أعدم الأتراك خيرة رجال هذه الجمعيات وفي طليعتهم ذلك

<<  <   >  >>