للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلما بعث الله محمدا الرسول العربي بالإسلام الشريعة الطاهرة المطهرة للأفكار والعقول من بقايا الشرك والوثنية توجه إلى أصنام العرب يعيبها ويبين عجزها وغباوة عابديها، ويدعو المشركين إلى هجرها والابتعاد عنها لأنها مخلوقة عاجزة، وعبادتها ضلال وخسران وانحطاط عقلي وسخافة لا يليق بالعاقل أن يتخذها آلهة دون الله الخالق لكل شيء الواحد في ملكه لا شريك له، لا في الربوبية - الخلق والتكوين - ولا في الألوهية - العبادة والطاعة - لأنها عاجزة، وعجزها ظاهر غير خفي على أحد.

تصدى لأصنام العرب فقضى عليها وعلى عبادتها المخلة بكرامة ابن ادم، وكانت له مواقف مع عابديها - المشركين - وحطمها في مناسبات عدة، إلى أن قضى على آخر معاقلها يوم فتح مكة المكرمة سنة ثمان من الهجرة وبعيدها وأزالها إلى الأبد - إن شاء الله - وتبين للعرب المشركين أنهم كانوا خاطئين مخطئين، وعلى ضلال مبين، حين كانوا يعبدونها ويسوونها برب العالمين، كما حكى الله عما سيقع بين الأصنام وعابديها من الخصام يوم القيامة عند ساعة الحساب بين يدي رب الأرباب، وهو قوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ} (١) هذه المخاصمة التي ستقع بين عبدة الاصنام والاصنام دليل على


(١) الآيات ٩٦ - ٩٩ من سورة الشعراء.

<<  <   >  >>