للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما يصيب عبدة الأوثان من الحسرة والندم، حيث لا واسطة ولا شفيع ولا منقذ لهم مما لحقهم من العذاب بسبب عبادتهم وطاعتهم لغير الله، ومثل ما قيل في حق الأصنام وعابديها يقال في حق الذين يستجيبون لأوامر الحكام الظالمين في الدنيا فيطيعونهم ويعصون الله تعالى، حيث فضلوا طاعة الحاكم الظالم على طاعة الله الخلاق العليم، في يوم الحساب يقول أتباع الظلمة وهم في حسرة وندامة من غير أن ينفعهم شيء: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (١) فجزاء الذين يطيعون أوامر الظالمين ويعصون أوامر الله نار جهنم وهو ما قصه الله في القرآن، حتى يعلم كل أحد مصيره من الآن.

ان العرب أسرفوا في عبادة الأصنام بإيحاء وتزيين لهم من الشيطان، فعبدوها وحجوا اليها وذبحوا عندها ورجوا منفعتها وغير هذا، كل ذلك كون فيهم سوء الاعتقاد، مما دل على جهلهم وسوء فهمهم للواقع، فقد نصبوها داخل الكعبة المشرفة - البيت الذي بناه أبو الموحدين إبر اهيم - وخارجها، وعلى الصفا والمروة، وفى كل حي من أحياء العرب إله معبود - من دون الله - لأهل الحي وغيرهم.


(١) الآيتان ٦٧ - ٦٨ من سورة الاحزاب.

<<  <   >  >>