للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فسكت حتى قالها ثلاثا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم".

وكانت مكة إبان فرض الحج إلى بيت الله الحرام لا زالت بلد شرك ووثنية، إلى أن تم فتحها سنة ثمان من الهجرة فحج رسول الله صلى الله عليه بالمسلمين سنة عشر، فكانت حجته لتعليم المسلمين مناسك وأفعال الحج، وقال لهم: "خذوا عني مناسككم" وبين للمسلمين ما يفعلونه في أيام حجهم.

وكان قبل حجته صلى الله عليه وسلم بعث صاحبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليحج بالناس، وكان هذا سنة تسع من الهجرة وبعث بعده علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في مهمة خاصة وهي إبلاغ المشركين أن الله تعالى أنزل في حقهم آيات من سورة "براءة" ينهاهم الله فيها عن الحج إلى بيت الله بعد هذا العام، وأمر عليا أن يقرأها على الناس في هذا الموسم العظيم، وأن لا يحج مشرك بعد هذا العام، وأن لا يطوف بالبيت عريان، وكان المشركون يطوفون بالبيت عراة.

وهذا بعد ما أنزل عليه أول سورة "براءة" بعد رجوعه من غزوة "تبوك " وقد هم بالحج وعزم عليه، لكنه ذكر أن المشركين سيحجون ويحضرون هذا الموسم على عادتهم في ذلك، لأن المنع من حج المشركين إلى البيت لا زال لم يبلغهم، وأنهم يطوفون بالبيت عراة كسالف عهدهم، ولم يرغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيتهم على ما ألفوه جاهليتهم، وقبل فتح مكة، وقد

<<  <   >  >>