للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وولاة المسلمين في زمننا هذا أكثر الناس جرأة - إلا من قل - على ترك الواجبات وفعل المنهيات، فكيف يرجى منهم الأمر والنهي؟ ودليل ما تقدم حديث مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان".

ولرواية هذا الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قصة معروفة وهي: أن مروان بن الحكم الأموي كان واليا على المدينة المنورة من قبل معاوية بن أبي سفيان الأموي أيضا، وحضر العيد فجاء مروان ليصلي بالناس صلاة العيد، كما هي العادة المتبعة في الإسلام من أن صلاة الجمعة والعيد يقوم بهما الولاة - فيا حسرة على ما مضى - فأول ما بدأ به أنه قدم الخطبة وأخر الصلاة، على العكس مما يأمر به الشرع من تقديم الصلاة على الخطبة، وإنما فعل هذا مروان كي لا يتفرق من حوله المصلون بعد الصلاة مباشرة من غير أن يبقوا لسماع الخطبة، لأن الناس لا يحبون أن يسمعوا خطبة واحد من بني أمية، ذلك لأن بني أمية كانت خطبهم تشتمل على شتم وسب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لما وقع بينه وبين معاوية من الخلاف على الخلافة ولم يبطل هذا المنكر الشنيع إلا عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي العادل الصالح رضي الله عنه، فتقدم الوالي مروان بن الحكم وصعد المنبر للخطبة فجذبه من ثوبه الصحابي "أبو سعيد الخدري" رضي الله عنه ودار بينهما هذا

<<  <   >  >>