للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} (١) ومعنى كل ذلك يقول أهل سقر لأهل الجنة ردا عن سؤالهم/ لم نكن في حياتنا الدنيا نعبد الله ربنا، ولم نكن نسعف ونعين الفقراء المحتاجين من خلقه بأموالنا، الخ أعمالهم وأقوالهم.

بل جاء التهديد والوعيد الشديد في حق الساهي عن صلاته المتهاون في أدائها، وفي نسيانها أيضا، كل هذا لمكانتها ومنزلتها في الإسلام، حتى لا يتهاون بها متهاون، وذلك قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} والسهو عنها كيفما كان يدل على عدم الاهتمام بها.

ولا شك بين المسلمين في أنها فرض عين، وواجب على كل فرد من أفراد المسلمين وأعيانهم المكلفين بالشرائع وإقامتها، فهي فرض على كل مسلم ذكر وأنثى، يفعلها في كل حالاته من صحة ومرض، وإقامة وسفر، في حالة سلم وحرب، يترك جميع أشغاله لأدائها إذا حان وقتها، ويعاقب إذا أخرها عن وقتها بلا عذر مقبول شرعا، ففرضها ووجوبها على كل مسلم معروف من الدين بالضرورة كما يقول الفقهاء، فلا يحتاج إلى جدال ومناقشة في فرضها، فمنكر فرضها كافر جاحد يعامل معاملة الكافرين بالله الجاحدين لربهم وخالقهم، المنكرين لشرائعه التي كلف المرسلين بتبليغها إلى عباده ليعبدوه بها وحده لا شريك له،


(١) من الآية ٤٨ إلى ٥١ من نفس السورة.

<<  <   >  >>