للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالسنة شارحة ومبنية للقرآن، ففي تحريم الخمر - مثلا - نستطيع أخذ حكم التحريم لها من القرآن - زيادة عن النصوص الكثيرة والأحاديث الواردة من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم - نفسه، من غير احتياج إلى حروف - حرم - لأن الله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (١) فقوله تعالى {فَاجْتَنِبُوهُ} هذا أمر، والأمر إذا أطلق في اللفط ولم يقيد بشيء أفاد الوجوب، كما هي القاعدة الأصولية، أفلا يفهم هؤلاء المتنطعون من هذا الأمر التحريم؟ فالقرآن نزل باللسان العربي، فمن أراد أن يفهمه فعليه بتعلم العربية والا فليمسك لسانه عن الخوض فيه، فمعنى الآية/ أيها المؤمنون يجب عليكم اجتناب وترك هذه المذكورات هنا وهي: الخمر، والميسر - القمار - والأنصاب - وهي الأوثان التي كانت العرب تعبدها، والأزلام - عملية القرعة على أمور معروفة عند العرب، كل هذه المذكورات في هذه الآية رجس وقذر من وساوس الشيطان وتزيينه لها في أعين الجاهلين لعواقبها السيئة، فظهر من أعمال بعض المستشرقين والملاحدة أنهم تطوعوا من تلقاء أنفسهم، واكتشفوا ما لم يكتشفه علماء المسلمين منذ أربعة عشر قرنا واكتشافهم هذا باطل ولا أصل له، اللهم الا اعانتهم للشيطان في خدماته المعروفة، وهي فتنته وإفتانه للمؤمنين، فشاركوا إبليس


(١) الآية ٩٠ من سورة المائدة.

<<  <   >  >>