للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم، فالمسلمون يتنقل بهم الزمان ويتطور من سنة لأخرى، فيزيد عددهم، ويزيد معه البلاء والمحن والعذاب من لون إلى لون، فكل واحد من المشركين ينتقم لآلهته الحجرية بحسب ما يراه يرضيها عنه، كما هو الحال في آلهة زماننا هذا من حكام المسلمين أينما كانوا، فإذا ما تكلم أي إنسان في سلوك واحد منهم المنحرف عن الصراط المستقيم وأظهر ما في هذا السلوك من العيوب والأخطار التي ستلحق الأمة المحمدية نتيجة لذلك الانحراف، أو كشف النقاب عن مخازيه وعبثه وتفريطه فيما هو واجب عليه، أو تبذيره لأموال حزينة الدولة التي هي في الحقيقة حزينة شعبه وأمته، أو إهماله لشؤون وظيفته ومصالح الشعب الذي هو مسؤول عنها وعنه، أو خاف من غضب شعبه عليه وانتقامه منه أو محاسبته - في يوم من الأيام - على أعماله وتصرفاته إذا وقع شيء من هذا ارتفعت الأصوات ونودي: أن ((المكاسب)) في خطر!

ما بمثل هذا النوع تخدم الأوطان، وتجلب لها الرفاهية والسعادة!

إن الحكام المنصفين النزهاء - أمثال عمر الفاروق - يسمعون كلام خصومهم قبل كلام أعوانهم وأنصارهم وأوليائهم، كي يصلحوا خللهم ويقوموا اعوجاجهم ليبقوا صالحين في أماكنهم، إذا كانوا صالحين للبقاء فيها، وكان عمر يقول: (رحم الله

<<  <   >  >>