للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أراد أن يكون مواطنا في تلك الدولة المسلمة، له حق الإقامة والعمل فيها، سبحان الله، ما هذا؟ فقد ألغيت جنسية العقيدة والشريعة الواحدة التي تجمع بين أبناء الملة الواحدة فوطتهم واحد أينما كانوا ووجدوا فوطنهم العقيدة الواحدة، وعوضت بقوانين من وضع البشر الحقير، وشتان بين ما شرعه الله وما شرعه البشر لأنفسهم من القوانين الوضعية، وهي أخوة العقيدة.

[أخوة الإسلام]

ما بين سلمان الفارسي، وأبي الدرداء العربي:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين المهاجرين والأنصار، ومن بين من آخى بينهم سلمان الفارسي وأبو الدرداء العربي كما آخى بين المهاجرين والأنصار، سكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أبو الدرداء من الشام إلى أخيه سلمان المستقر بالعراق يقول له: أخي سلمان سلام عليك، أما بعد فإن الله رزقني بعدك مالا وولدا ونزلت الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان من العراق،> يقول: أخي أبا الدرداء سلام عليكم، أما بعد فإنك كتبت إلي أن الله رزقك مالا وولدا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك وكتبت إلي تقول: إنك نزلت الأرض المقدسة، وأن الأرض لا تعمل لأحد، فاعمل لكأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى.

<<  <   >  >>