للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجاهلية، فهم إخوة في الإسلام متساوون في كل شيء لا فرق بين عربي وعجمي إلا بقدر طاعة الله , والعمل بالإسلام وللإسلام، ومن غير اللائق بهم أن يتطاول منهم أحد على أخيه، بنسبه أو بعرقه، لأن هذا من شأن الجاهلية المشركة الأولى ومن أعمالها، فهو موقف صلب هذا الذي وقفه عمر مع قائد من قواد المسلمين - وهو من الصحابة أيضا - المشهورين بالشدة في الحروب، (سعد بن أبي وقاص) من غير أن يجامله - كما نفعل نحن - على حساب الدين والمبادئ، أو بغض الطرف عنه لأنه من حزبه، أو كان تحت إمرته وقيادته، فما أحسنك يا تربية الإسلام.

فسعد بن أبي وقاص أراد أن يفتخر بنسبه العربي الجاهلي على سلمان الفارسي، فرده عمر إلى الصواب، وإلى ما يجب أن يكون عليه مع رجل هو آخوه في الدين والعقيدة جاء من وطن بعيد في رحلة طويلة وشاقة، استغرقت مدة من الزمن وقطع فيها آلاف الأميال يطلب الهداية والنور والحقيقة، فلا يليق بصاحب الأخلاق الإسلامية أن يهينه أو يحتقره، وهو الذي كان أبناء شعبه الفرس يحترمونه لأنه كان سادن معبودهم - النار - وخادمها القائم عليها حتى لا تخبو ولا تطفأ قال فيه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) وكان لبيبا حازما، من عقلاء الرجال وعبادهم ونبلائهم، وقد رأينا كلمة عمر في تركه للافتخار بأصله الجاهلي، وافتخر بالإسلام

<<  <   >  >>