للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أطاعه، وعاقبة السّوء لمن عند عنه، ولا إله إلاّ الله المتفرّد بالوحدانية، الدّالّ على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته ولطيف تدبيره، الذي لا يدرك إلا بأعلامه [وبيّناته، سبحانه منزّها عن ظلم العباد وعن السّوء والفحشاء (١) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ (الشورى ٤٢/ ١٠)] (٢). وصلّى الله على محمّد عبده ورسوله وخيرته من جميع خلقه، انتخبه واصطفاه، واختاره وارتضاه، صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين. أما بعد، فإنّي أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه، وإلى العدل في الرعيّة والقسم بالسّويّة، ودفع المظالم (٣) والأخذ بيد المظلوم، وإحياء السّنّة وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد، فاذكروا الله في ملوك تجبّروا وفي الأمانات خفروا (٤)، وعهود الله وميثاقه نقضوا، /وولد نبيّه قتلوا، وأذكّركم الله في أرامل افتقرت، ويتامى ضيّعت، وحدود عطّلت وفي دماء بغير حقّ سفكت؛ فقد (٥) نبذوا الكتاب والإسلام [وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون] (٦)، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، واعلموا عباد الله أنّ ممّا أوجب الله على/أهل طاعته المجاهدة لأهل عداوته ومعصيته باليدّ واللّسان، فباللسان الدعاء إلى الله بالموعظة


(١) م ص: الفساد.
(٢) ليس في الشافي.
(٣) م ص: الظالم.
(٤) م ص: ختروا.
(٥) م ص: قد.
(٦) ليست في ر.

<<  <   >  >>