للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليها والخروج منها، وأمر أصحاب الأرباع والمسالح (١) /والحرّاس أن يأتوه بكلّ غريب في (٢) كلّ درب وكلّ خان/وكلّ سوق (٣).

فرجع صاحب الدّار التي فيها يحيى فأخبره الخبر، واغتمّ لذلك وخاف أن يهجم عليه، فقال له يحيى: إمض فاشتر بغلين فارهين (٤)، فدخل السوق فاشترى بغلين فارهين، فلما أتاه بهما حذّ فهما على هيئة بغال البريد، فلما مضى من الليل ثلثاه خرج فركب وركب صاحبه، ودفع خريطة قد هيّأها من النّهار إلى صاحبه، وأمره أن ينعر ويصيح كأنه فرانق [١] بين يديه (٥)، ففعل صاحبه ذلك، فجعل لا يمرّ بدرب ولا سريحة إلاّ فتحت بين يديه حتى خرجا عن بغداد؛ فلما فاتوا (٦) موضع سكّة البريد نزل وأدخلوا البغلين (٧) بعض الأنهار وقيّدوهما وتركوهما، ومضيا.

قال: ومرّ (٨) يحيى وقد لبس خلقانا وتعمّم بعمامة خلقة كأنه


(١) ص: المصالح؛ وفي الهامش الأيسر: «المصالح والمسالح بالسين في الأصل ثم غلب عليها تسميتها بالصاد اصطلاحا».
(٢) م ص: من.
(٣) م ص: وكل خان وسوق.
(٤) م ص: فاشتر لي بغلين.
(٥) في هامش ص الأيمن: «الفرانق الذي يدل صاحب البريد على الطريق».
(٦) ص: اتوا.
(٧) م: احد البغلين.
(٨) ص: وخرج.

[١] ورد خبر شبيه بهذا في الجليس الصالح ٣/ ٦ وهو هناك منسوب لإبراهيم بن عبد الله ابن حسن بن حسن أثناء تواريه في مدينة الموصل؛ وورد ذكر فرانق البريد في شعر أمرىء القيس، ديوانه ٦٦؛ وانظر لسان العرب ٣/ ٨٦ (برد)، و ١٠/ ٣٠٧ (فرنق).

<<  <   >  >>