للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انخذل عني وكره مقامي عنده، حتّى خفته على نفسي واختلف عليّ (١) أصحابي.

فكتب له الرشيد أمانا محكما وحلف له بالطلاق والعتاق وصدقة ما يملك والأيمان المغلّظة أن لا يناله منه مكروه، وكتب له نسختين نسخة عنده ونسخة عند يحيى. فلما خرج إليه أظهر برّه وإكرامه وأعطاه مالا وهو ألف ألف درهم، فلم (٢) يزل آمنا إلى أن سعى به إلى الرشيد (٣) الزّبيري وأصحابه.

قال النوفلي:

وحدثني أحمد بن سليمان عن أبيه (٤): أنه حج في السنة التي قدم فيها يحيى بن عبد الله بعد الأمان وقد أذن له في الحج، قال: فرأيته جالسا في الحجر/وبإزائه بعض مواليه وموالي أبيه ونعليه (٥) بين يديه، وأنا لا أعرفه غير أني ظننت أنه من ولد فاطمة رضوان الله عليها، وهو أسمر نحيف خفيف العارضين، فشغل قلبي الفكر فيه وأنا في ذلك الطواف إذ مرّت بي عجوز من عجائز أهل المدينة تطوف (٦)، فلما وقعت عينها عليه أثبتته فقالت: بأبي وأمي أنت يا ابن رسول الله، الحمد لله الذي أرانيك في هذا الموضع آمنا، فلما عرفه الناس ازدحموا عليه فمدّ يده إلى نعليه فانتعلهما وخرج من المسجد إلى منزله.

قال أبو إسحاق إبراهيم بن رباح في حديثه:

سمعت عبد الله بن


(١) د: إلى.
(٢) ص: ولم.
(٣) ص: سعى به الرشيد.
(٤) «عن أبيه»، ليست في ص.
(٥) د: نعلته
(٦) «تطوف»، ليست في د.

<<  <   >  >>