للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعمومها وبنيهم وكانت تلبس المسوح ولا تجعل بين جسدها وبينها شعارا حتى لحقت بالله، وكانت تندبهم وتبكي حتى يغشى عليها [١].

ولا نعرف إذا ما كان الحسين بن علي الفخي قد شارك أخواله في ثورتهم ويروي أبو الفرج عن علي بن إبراهيم العلوي [٢]-وهو مؤلف كتاب «أخبار صاحب فخ»، وكتاب «أخبار يحيى بن عبد الله بن الحسن» -بسنده إلى الحسين صاحب فخ قوله [٣]: «لما خرجت مع محمد بن عبد الله قال لي: يا بني ارجع لعلك تقوم بهذا الأمر من بعدي». ولا يشير هذا الخبر إلى خروجه معه أو عدمه، ولا نعلم إذا ما كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بعد ذلك أو أنه تخفّى أو سجن فيمن سجن بعد القضاء على الثورتين. وإذا افترضنا أنه سجن فيكون في عداد من أطلقهم المهدي من سجن المنصور بعد توليته الخلافة واستعماله سياسة اللين والمهادنة مع العلويين، ويكون عمره آنذاك ثلاثين عاما. على أن هذا الخبر يحمل في طياته علائم الوضع المتأخر، وكأنه يلمح إلى أنّ النفس الزكيّة قد بارك خروج الحسين بن علي وتنبأ به قبل وقوعه بربع قرن وأنه يفوّضه غيابيا تولي أمور بني الحسن، وكأن محمد ابن عبد الله النفس الزكيّة الذي كان يرى أنه المهدي، استشرف هزيمته وهزيمة أخيه قبل وقوعها.

على أي حال فقد سكتت المصادر عن ذكر الحسين بن علي ويحيى بن عبد الله وادريس بن عبد الله، أخوي النفس الزكيّة، في عداد من خرج مع النفس الزكيّة، كما سكتت عن أخبارهم قبل موقعة فخ. فلا يطالعنا ذكرهم إلا عند الحديث عن خروج الحسين بن علي، وهنا يشار إلى الحسين بن علي بأنه كبير القوم ورئيسهم،


[١] مقاتل الطالبيين ٤٣١ - ٤٣٢
[٢] S .Gu?nther,Quellenuntersuchungen ١٤١ - ٤٤١.
[٣] مقاتل الطالبيين ٢٧٩.

<<  <   >  >>