للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدّة يجول في البلدان ويطلب موضعا يلجأ إليه، وعلم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه وقصد الديلم، وكتب له منشورا لا يتعرّض له أحد، فمضى متنكّرا حتى ورد الدّيلم. .»، ويظهر هذا الخبر تواطئا واضحا من الفضل بن يحيى، وقد عزت بعض المصادر نكبة البرامكة إلى مساعدتهم للعلويين [١].

على أي حال، من المؤكد أن يحيى وصل الديلم سنة ١٧٥ وأنّ خروجه هناك كان في سنة ١٧٦/ ٧٩٢ [٢].

[١٠.٣. ظهوره في الديلم ومبايعته]

وفي رواية ابن سهل الرازي بسنده عن عمر بن شبة عن المدائني [٣] أن يحيى لمّا ظهر بالديلم «علا صوته في الآفاق وكثر الدّعاة إليه وأجابه الناس. . . وكان له سبعون رجلا من علماء زماننا دعاة إليه وإلى نصرته يتفرقون القرى، يدعون إلى حكم الكتاب ونصرة الدين ودفع الجور ومنع الظالمين وإظهار الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. . .»، وذكر ستة عشر رجلا فيهم الإمام الشافعي، وهم بحسب ترتيبهم الألفبائي:

١) إبراهيم بن إسحاق: لم استطع الاهتداء إليه.

٢) بشر بن المعتمر: الأرجح أنّه المعتزلي (-٢١٠/ ٨٢٥)؛ ولم يذكر بشر بن المعتمر في الزيدية، وذكر ابن المرتضى أنّه اتّهم بالرفض فحبسه الرشيد فقال رجزا بيّن فيه موقفه. وذكر الأشعري قوله في التحكيم فقال: «قالت الزيدية وكثير من المرجئة وابراهيم النظّام وبشر بن المعتمر. . .»، فلم يعده مع الزيديّة [٤].


[١] انظر ما يلي ص ٨٦ - ٨٨.
[٢] تاريخ الطبري ٨/ ٢٤٢ (-٣/ ٦١٢ - ٦١٣)؛ والعيون والحدائق ٢٩٢ - ٢٩٤؛ والكامل ٦/ ١٢٥ - ١٢٦.
[٣] انظر ما يلي ص ١٩٧.
[٤] فرق الشيعة ١٤؛ ومقالات الاسلاميّين ٤٥٣ (وفهارسه)؛ وطبقات المعتزلة لابن المرتضى ٥٢ - ٥٤؛ والوافي ١٠/ ١٥٥ - ١٥٦.

<<  <   >  >>