للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على يحيى [١]. ويذكر في سياق خبره روايتين عن مصدرين محلييّن يكمل بهما رواية المدائني؛ ويتفرّد بذكر نصّ كتابي الأمان اللذين أملاهما يحيى على الرشيد والفضل [٢].

وتدعم المصادر ما يذكره ابن سهل الرازي، وإن كان خبره أكثر تفصيلا وأغنى معلومات، إذ يتفرّد بذكر رواية طويلة عن المدائني وعن مصادر محليّة.

١٠.٤. الرّقة والحجاز

لم يقم يحيى في الرقّة/أو بغداد طويلا بعد حصوله على الأمان، بل اتّجه إلى الحجاز يحمل معه عطايا الرشيد والفضل بن يحيى وغيره من البرامكة. ويذكر ابن سهل الرازي عن الإمام محمد بن القاسم الرسّي أنّ نزوله كان ناحية سويقة.

ويجمع كلا ابن زبالة والإمام محمد بن القاسم على أنّ يحيى أخذ يفرّق الأموال على أشراف الحجاز وأنّ الناس أخذوا يختلفون إليه. ويذكر كلاهما أن بكّار بن عبد الله بن مصعب، وكان واليا على المدينة، قد سعى بيحيى عند هارون الرشيد وأوغر صدره عليه. وذكر محمد بن القاسم عن أبيه أنّ بكارا كتب إلى الرشيد: «أن بالحجاز خليفة يعظمه الناس ويختلفون إليه من جميع الآفاق ولا يصلح خليفتان في مملكة واحدة، وذكر أنه يكاتب أهل الآفاق وكثّر عليه في أمره، وهو على الغدر فليحذره أمير المؤمنين وأشار برفعه إليه وإلا فتق عليه فتقا عظيما، فوقع الثانية بهذا السبب فكان في الحبس حتى كان من أمره ما كان».

[١٠.٥. سعاية الزبيري به]

ويجدر بنا هنا أن نتوقّف قليلا كي نحاول تحديد التواريخ؛ لقد خرج يحيى بالديلم سنة ١٧٦، ولا نعلم متى كان صلحه مع الرشيد. فقد أورد الطبري خبر يحيى


[١] أخبار فخ ٢١٦ - ٢١٨.
[٢] ما يلي ٢٢٨ - ٢٣٤.

<<  <   >  >>