للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨٧/ ٨٠٢؛ وهذا التاريخ ١٨٦/ ٨٠٢ هو آخر تاريخ يمكن القبول به لمقتل يحيى وقد ربطت المصادر كما رأينا بين مقتله وبين الايقاع بالبرامكة [١].

ولن أقف طويلا عند تتمّة الخبر كما أورده ابن سهل الرازي، عن حمل الرشيد ليحيى معه في خرجته الأولى إلى خراسان (أي سنة ١٨٩/ ٨٠٤) [٢]. وهو يروي عن مصادر محليّة من أهل أرنبوية [٣] فعلامات الوضع ظاهرة فيه وكذلك السمات الاسطورية: من دفن في القبر (موت مؤقت)، ثم غسله بالنهر (عمادة وحياة جديدة)، ثم تزوّجه من جديد وانجابه الخ [٤]. . .

[١١. الخطاب «الايديولوجي»]

[١١.١. يمكننا تصنيف الكتاب الذي بين يدينا]

من ضمن كتب الأخبار التأريخية التي تعنى بالتاريخ ل‍ «دعوة» ما من خلال الفهم «التاريخي» لأهل الدعوة أنفسهم بعد أن غدت دعوتهم «فرقة»، أي بعد أن صارت الدعوة «مؤسسّة» [٥]. وقد عرف هذا النوع منذ فترة مبكرة ولم يقتصر على فرقة بعينها. وتمتاز هذه الكتب بأنّها تتضمّن «رؤية» الفرقة لبداياتها عبر إعادة ترتيب الأخبار التاريخيّة التي تناقلها الرواة، الذين هم في الغالب الأعمّ من أهل الفرقة نفسها، أيّ أنّ هذه المادة التاريخية هي مادة «خاصة» تنوقلت شفاها من قبل أجيال من الرواة قبل أن تدوّن، وهي تخضع للآليّات نفسها التي تنسحب على سائر الأنواع التي مرّت بمرحلة طويلة من الشفاهية، وأعيد تناقلها محررة كمصادر كتابيّة قبل أن تبلغ مرحلة الاستقرار ككتاب إخباري/تاريخي. فهي بذلك تغترف من معين معجم كبير من البنى


[١] وانظر D .SOURDEL,LE VIZARATABBA?SIDE ٦٥١/ ١ - ٠٦١.:
[٢] تاريخ الطبري ٨/ ٣١٤ (-٣/ ٧٠٢).
[٣] من قرى الري وفي هذه الخرجة سنة ١٨٩ توفي الكسائي ومحمد بن الحسن الشيباني ودفنا في أرنبوية (معجم البلدان ١/ ١٦٢؛ ووفيات الأعيان ٤/ ١٨٥).
[٤] انظره في أخبار فخ ٢٦٩ - ٢٧١.
[٥] قارن بمقالة des ISLAMS,pp .٤٣٣ - ١٤٣. M .Cook,"Max Weber und islamiche Sekten",in :Max Webers Sicht

<<  <   >  >>