للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عمر بن إدريس الإدريسي]

وقبل زوال يوم السبت تاسع رمضان وقع بالدار البيضاء اغتيال الدكتور عمر بن إدريس بن الماحي الادريسي الحسني، من خيرة شباب المغرب المثقف كان متحصصا في أمراض الحلق والرأس، اغتالته اليد البيضاء التي هي ضد المغرب، فكان فقده من أعظم الرّزايا للمغرب، وتأثر الناس لموته كثيرا. نقل إلى فاس ودفن بضريح جده المولى إدريس. توفي في حياة والده.

[الغالي بن محمد الدمناتي]

وفي ليلة الجمعة ثاني وعشري رمضان توفي الغالي بن محمد-فتحا-الدمناتي، من أولاد الدمناتي المعروفين بفاس. صاحب كلام الملحون الأدب الشعبي المغربي، له في ذلك عدة قصائد عجيبة يتأثر بها كل من سمعها من هواة هذا الفن، وكثيرا ما كان ينشدني بعضها وأذكّره ببعضها. دفن من غده بعد صلاة الجمعة عليه بجامع الأندلس ودفن قرب باب الحمراء برأس القليعة.

[عبد الواحد بن محمد العراقي]

وفي الساعة العاشرة من صباح يرم الأربعاء سابع وعشري رمضان بينما كان الأستاذ عبد الواحد بن محمد بن محمد العراقي الحسيني خارجا من داره بحومة كرواوة إذا بيد أثيمة أطلقت عليه عدة رصاصات أردته قتيلا في حينه، وهو أحد العلماء المدرسين بالنظام القروي، ومن العاملين المسيّرين في حزب الشورى والاستقلال منذ نشأته. وقد أوذى في سبيل وطنه وشعبه عدة مرات وسجن وامتحن وعذب. كان رئيس فرقة هامة من جيش التحرير بشمال المغرب، كما كان شعلة ذكاء وتيقظ وعمل، وهو أحد العلماء الذين ذهبوا إلى إيكس ليبان بفرنسا لأجل الاستشارة معهم في قضية العرش.

[الطالب بن محمد ابن سودة]

وفي يوم الاثنين سابع عشر شوال على الساعة التاسعة والربع توفي الطالب بن محمد بن الشيخ المهدي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، الفقيه العلامة المدرس المشارك المطلع الشاعر. حج مرتين، الأولى عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، وتولى القضاء بمدينة أكادير، ودرّس بالنظام القروي. وفي فتنة خلع جلالة الملك عزل من التدريس بالنظام القروي لأجل حرية أفكاره ودفاعه عن جلالة الملك. دفن بزاويتهم الكائنة بالعقبة الزرقاء مع أبيه وجده له ترجمة في سل النصال مع صورته.

[محمد بن عبد السلام أخديم]

فجعت الأوساط المغربية وخصوصا مدينة شفشاون من المنطقة الشمالية في أعظم علمائها وأعز شيوخها وهو الفقيه العلامة الشريف السيد محمد بن عبد السلام أخديم، لقد التحق بالرفيق الأعلى عن سن يناهز المائة قضاها تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته في خدمة الضعفاء والأخذ بأيديهم والإصلاح بين الناس، كما كان من المحبوبين عند جلالة السلطان مولانا الحسن الأول قدس الله روحه في دار السلام حيث أخذه معه من شفشاون إلى مدينة

<<  <  ج: ص:  >  >>