للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن قوله يتغزّل (١):

دعيني من مقال العاذلين ... وخلّي بين تهيامي وبيني

ومن يك سائلا (٢) فلديّ حب ... سلوّ القلب منه غير هين

علقت، فمقلتي للنوم حرب ... بأعزل، وهو شالي (٣) المقلتين!

مليح الدّلّ شاقت كلّ قلب ... شمائله، وراقت كل عين

جنى وحمى فلم أطلب بثأري ... محاجره ولم أتقاض ديني

أهيم بخدّه وبمبسميه ... فأنسب بالحمى والأبرقين (٤)

عقدت مع الغرام فبعت فيه ... وقاري والتّصبر صفقتين

وهمت بناعم العطفين فيه ... عذاب الصبّ، عذب المرشفين

تدير عليّ عيناه كؤوسا ... كأن سلافها من رأس عين (٥)

١٠ فأحلف بالمحصّب والمصلّى ... وأعلام الصّفا والمأزمين (٦)

لأنتصرنّ بالأجفان حتّى ... تكون دموعها في الحبّ عوني


(١) أورد ابن الاحمر معظم القصيدة في كتابه الآخر، نثير فرائد الجمان، وسنقابل عليه. وأوردها الأستاذ كنون في ترجمة «الشريف السبتي» نقلا عن الكتابين.
(٢) في نثير الفرائد: ساليا.
(٣) شاكي المقلتين، من قولهم «شاكي السلاح»: ذو شوكة وحدة.
(٤) الحمى والأبرقان: مواضع. والابرقان أبرقا حجر اليمامة، وهو منزل بعد رميلة اللوى بطريق البصرة إلى مكة.
(٥) رأس عين أو رأس العين من مدن الجزيرة وبمقربة من نصيبين، ذكرها الشعراء بجودة الخمر، ومنهم حسان في شعره الجاهلي.
(٦) المأزمان بين عرفة ومزدلفة.

<<  <   >  >>