للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشدني أيضا لنفسه، يخاطب بعض الطّلبة معتذرا له وقد [غفل عنه] في بعض حلق العلم (١):

إن كنت أبصرتك لا أبصرت ... بصيرتي في الحقّ برهانها

لا غرو أنّي لم أشاهدكم ... فالعين لا تبصر إنسانها!

وأنشدني أيضا لنفسه في البعاد (٢):

قالوا تغّربت عن أهل وعن وطن ... فقلت لم يبق لي أهل ولا وطن

مضى الأحبّة والأهلون كلّهم ... وليس لي بعدهم سكنى ولا سكن

أفرغت دمعي وحزني بعدهم فإذا (٣) ... من بعد ذلك لا دمع ولا حزن!

وأنشدني أيضا لنفسه:

قد كنت أحسب قدوة في سادة ... عدّوا بغير رضاي من أكفائي

فاجتاحهم ريب المنون فأصبحوا ... رهن الثرى نبأ من الأنباء

وأقام بعدهم الزمان صغارهم ... رغما أمامي، والكبار ورائي!


(١) البيتان في الإحاطة ٢:١١٢ وفيه: إنه قالهما بسبتة. وهما في نفح الطيب ٥: ٤٨١، وفي المرقبة العليا:١٧٦.
(٢) البيتان في المرقبة العليا:١٦٦.
(٣) في المرقبة: فأنا.

<<  <   >  >>