للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان [٤٧/ب] فقيها إماما عالما بجميع العلوم، محصلا، قارب درجة الاجتهاد، ودون وصنف في كل فن. وكان أحد أهل الفتيا بغرناطة، وقتل شهيدا بطريف في سنة إحدى وأربعين وسبع مئة.

ولجده السلطان الأمير أبي بكر بن جزي الظهور بمدينة جيان (١). بويع بها في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.


= قال تلميذه لسان الدين في ترجمته «من أهل غرناطة وذوي الأصالة والنباهة فيها. كان رحمه الله على طريقة مثلى من العكوف على العلم والاشتغال بالنظر والتقييد والتدوين فقيها حافظا قائما على التدريس، مشاركا في فنون من عربية وأصول وقراءات وحديث وأدب. حافظا للتفسير، مستوعبا للأقوال، جماعة للكتب، ملوكي الخزانة، حسن المجلس ممتع المحاضرة، صحيح الباطن. تقدم خطيبا على حداثة سنه، فاتفق على فضله، وجرى على سنن أصالته.». وله مؤلفات كثيرة، منها: وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم، وكتاب الأقوال السنية في الكلمات السنية، وكتاب الدعوات والأذكار المخرجة من صحيح الأخبار. وكتاب القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية والتنبيه على مذهب الشافعية والحنبلية والحنفية، وكتاب تقريب الوصول إلى علم الأصول. وكتاب النور المبين في قواعد عقائد الدين، وكتاب المختصر البارع في قراءة نافع، وكتاب أصول القراء الستة غير نافع، وكتاب الفوائد العامة في لحن العامة. وله فهرسة كبيرة. وأبو القاسم بن جزي هو مؤلف التفسير الشهير-التسهيل إلى علوم التنزيل- (انظره محققا بعناية الدكتور عدنان زر زور والدكتور محمد رضوان الداية). كانت ولادة ابن جزي سنة ٦٩٣ وتوفي شهيدا في معركة طريف التي جرت سنة ٧٤١ بين دولة بني نصر المتحالفين مع بني مرين من جهة وتحالف الدول الإسبانية البرتغالية والمطوعة معهم من جهة أخرى، ومحص الله فيها المسلمين. قالوا في ترجمته إنه فقد وهو يحرض الناس -على الجهاد- ويقاتل مجاهدا. تقبل الله شهادته.
(١) جيان مدينة كبيرة، كانت حاضرة كورة باسمها.

<<  <   >  >>