للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من نسل خلف بن أيوب صاحب أبي حنيفة-رضي الله [عنه] (١) -ونشأ بإربل وتفقه بالموصل ثم قدم دمشق في عنفوان شبيبته فأقام بها مدة وتوجه إلى مصر واشتغل بها وحصّل من كل علم طرفا جيدا.

وبرع في الفقه والأصول والعربية ودرس وأفتى ونظم ونثر ثم ولي قضاء دمشق من القاهرة في سابع عشري ذي الحجة سنة ست وستين وستمائة، ثم توجه إلى دمشق فباشرها مدة عشر سنين ثم صرف عنه فذهب إلى القاهرة وأقام بها نحو من سبع سنين وتولى الحكم بها نيابة عن قاضي القضاة بدر الدين السّنجاري (٢)، وصنّف ثم أعيد إلى دمشق قاضيا بعد القاضي عز الدين بن الصايغ، فلما وصل إليها خرج نائبها الأمير عز الدين أبدمر بجمع الموكب لتلقيه، وأما رؤساء دمشق فإنهم تلقوه من عدة مراحل وهنأه الشعراء ومنهم الرشيد الفارقي بقوله:

أنت في الشام مثل يوسف في مصـ ... ـر وعندي أن الكرام جناس

ولكل سبع شداد وبعد السّبـ ... ـع عام فيه يغاث (٣) الناس

وقصد بذلك مدة مفارقته للحكم في دمشق ودام إلى سنة ثمانين وستمائة ثم صرف فلزم داره إلى أن توفي في يوم السبت سادس عشري رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة بالمدرسة النجيبيّة بدمشق ودفن


(١) ساقطة من الأصل.
(٢) وهم محقق المنهل الصافي في تخريج ترجمته حيث ظنه برهان الدين السنجاري المتوفى سنة ٦٨٦ هـ‍ في حين أن المترجم هو بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن الحسن بن علي الشافعي المتوفى سنة ٦٦٣ هـ‍، ترجمته في العبر للذهبي ٥/ ٢٧٤.
(٣) توافقت المخطوطة مع المنهل في البيتين، وفي الوافي: يغاث فيه.

<<  <   >  >>