للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذاك يجمع ثروة عظيمة، فتأتي النار فتحرق ماله، فالمصائب ألوان، والله المستعان.

والعاقل من يجعل صبره اختياريًّا، بمعنى أن يرضى بقضاء الله وقدره الواقع به، دون تأفف أو اعتراض باختياره؛ لأنه مؤمن بأنه لا يستطيع له دفعًا، وهو أمر الله سبحانه، وعليه -حتى يكون أمره ممدوحًا- بالصبر والرضا فينبغي التسليم لقضاء الله وقدره، فيكون صبره اختياريًّا حامدًا مولاه على كل حال، وهذا أكمل الصبر.

٤ - التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء:

قال الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (٧٧)} [الفرقان: ٧٧].

وقال -عزَّ اسمه-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦)} [البقرة: ١٨٦].

وقال سبحانه:

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (٦٠)} [غافر: ٦٠].

وقال عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)} [الأعراف ٥٥: ٥٦].

وعن النُّعمان بن بَشير قال:

سَمِعتُ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "الدُّعَاءُ هُوَ العبادة"، ثُم قَرَأَ

<<  <   >  >>