للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو قيل: إنه يختلف باختلاف الأشخاص، فيختار القراءة في المصحف لمن استوى خشوعه وتدبره في حالتي القراءة في المصحف وعن ظهر القلب، ويختار القراءة عن ظهر القلب لمن لم يكمل بذلك خشوعه؛ ويزيد على خشوعه وتدبره لو قرأ من المصحف -لكان هذا قولًا حسنًا، والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل (١).

قلت: ولعل القول بالقراءة من المصحف مقدم على القراءة حفظًا؛ لكثرة الأدلة وقوتها في ذلك، وثانيًا دفعًا للخطأ واللحن، وأقوى للحفظ والاستذكار، مع الثواب في ذلك.

[أخلاق حامل القرآن الكريم]

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".

وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا حليمًا عليمًا سِكِّيتًا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيًا ولا غافلًا، ولا صخابًا، ولا صياحًا، ولا حديدًا" (٢).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: "من جَمَعَ


(١) "التبيان في آداب حملة القرآن" (٥٥).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٢٣١)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٣٠).

<<  <   >  >>