للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن الكريم فيه العلم الذي أمر الله به، ونهى عنه، وتعظيم شعائره وعدم انتهاك محارمه، فالعمل به واجب.

وخلاصة القول، أن الأدب مع الله -سبحانه وتعالى- سعادة في الدنيا والآخرة، فلا يكون ذلك إلا بالقيام بدينه، والتأدب بآدابه ظاهرًا وباطنًا، وفي ذلك سعادة الإنسان ونجاته في الآخرة.

٤ - الحث على استذكار القرآن وتعاهده:

استذكار القرآن، أي: المواظبة على التلاوة وطلب ذكره، والمعاهدة، أي: تجديد العهد به بملازمته وتلاوته، فالمشتغل بحفظ كتاب الله العزيز، والحافظ له، إن لم يتعاهده بالمدارسة والاستذكار، فإن حفظه سيتعرض للنسيان، فالقرآن سريع التفلت من الصدور، ولذا وجب العناية به وكثرة مدارسته وتلاوته، وقد ضرب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلًا، يبين لنا حال صاحب القرآن المعتني به والمفرط فيه.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنما مَثَلُ صَاحِبِ القُرآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيهَا أَمسَكَهَا، وَإِن أَطلَقَهَا ذَهَبت" (١).

وعن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَعَاهَدوا هَذا القُرآنَ، فوالذِي نفسُ محمد بِيَديهِ لَهُوَ، أَشَد تَفَلُّتًا من الأبِلِ فِي عُقُلِهَا" (٢).

قال الحافظ ابن حجر: "شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجودًا فالحفظ موجود، كما أن


(١) أخرجه البخاري، ومسلم (٧٨٩) في كتاب فضائل القرآن.
(٢) أخرجه مسلم (٧٩١) في كتاب صلاة المسافرين. باب الأمر بتعهد القرآن.

<<  <   >  >>