للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البعير ما دام مشدودًا بالعقال فهو محفوظ، وخص الإبل بالذكر؛ لأنها أشد الحيوان الإنسي نفورًا، وفي تحصيلها بعد استكمال نفورها صعوبة" (١).

٥ - لا تقل نَسيتُ، ولكن قل: أُنسيت، أو أُسقطت، أو نُسّيت:

ودليل ذلك حديث ابن مسعود قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بِئسَمَا لِلرجُلِ أن يَقُولَ: نَسِيتُ سُورَةَ كَيتَ وَكَيتَ، أَوْ نَسِيتُ آيَةَ كَيتَ وَكَيتَ، بَل هُوَ نُسِّيَ" (٢).

قلت:

ولعل الحكمة في الكراهية هي ما أشار إليه الإمام النووي بقوله: "وفيه -أي الحديث- كراهية قول نسي آية كذا، وهي كراهة تنزيه وأنه لا يكره أُنسيتها، وإنما نهي عن نسيتها؛ لأنه يتضمن التساهل فيها والتغافل عنها" اهـ (٣).

والسؤال: لماذا يكره أن يقول المسلم: نسيت؟ الجواب: لأن هذا إقرارٌ بفعله وتقصيره، ولا يليق به التقصير.

ومن روائع ما نقل عن الصحابيين الجليلين معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما- وتذاكرهما القرآن الكريم، قال معاذ: يَا عَبدَ اللهِ، كَيفَ تَقرَأُ القُرآنَ؟ قال: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا. قال: فَكَيفَ تَقرَأُ أَنتَ يَا مُعَاذُ؟ قال: أَنَامُ أَوَّلَ الليلِ فَأقُوم وَقَد قَضَيتُ جُزئِي من النومِ، فَأقرَأُ مَا كَتَبَ


(١) "فتح الباري" (٨/ ٦٩٧).
(٢) أخرجه مسلم (٧٩٠) في كتاب صلاة المسافرين. باب الأمر بتعهد القرآن.
(٣) "شرح صحيح مسلم" (٦٣/ ٦).

<<  <   >  >>