للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأدب مع الملائكة الكرام]

أخبر الله -سبحانه وتعالى- عن خلق من مخلوقاته لا يرون بالبصر، ولا يدركون بالحس، وأمر بالإيمان بهم، وهم الملائكة {عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)} [الأنبياء ٢٦: ٢٧] {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦]، فطرهم الله على طاعته وعبادته، فلا يفكرون في معصية ولا يتكاسلون عن أمر، وأنهم {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)} [الأنبياء: ٢٠].

والإيمان بهم ركن من أركان الإيمان يلي الإيمان بالله تعالى، وبعد أن عرفنا أخلاق العاقل مع الله سبحانه، نريد التعرف علي أخلاقه مع الملائكة، والحديث عن الملائكة هنا من الجانب الأخلاقي الشعوري، وليس من الجانب الاعتقادي.

لا شك أن للملائكة علاقات مع البشر قديمة من أول لقاء بين الملائكة والبشر وسجودها للإنسان.

قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤)} [ص٧١: ٧٤].

والعاقل من يجعل لهذه العلاقات أثرًا في حياته، وكيف يعقل بمسلم يؤمن بوجود الملائكة، ويعلم علم اليقين أن الله سبحانه قد وكل به ملائكة يكتبون أعماله ويحرسونه، ويرقبون عمله، ويحبون فيه الخير، ويدافعون

<<  <   >  >>