للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سابعًا: أنه سبب هدايتنا وهداية هذه الأمة بعد الله سبحانه.

على المؤمن أن يتذكر فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه بشكر الله سبحانه بأنه أرسل له نبيا حريصًا على أمته ولاقى في سبب هدايتها المشقة والأذى، وأخر دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة.

قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)} [التوبة: ١٢٨].

ففي سبيل الدعوة إلى الله تعالى أخرج من بلده، وقتل أصحابه، وقذف في عرضه، واتهم في عقله، وتعرض للسخرية والاستهزاء والغمز واللمز، وتعرض للقتل، ووضع له السم، بل إن السنين التي قضاها من المبعث إلى حتى مماته كانت كلها آلامًا وأحزانًا لم ينعم فيها قط، نشأ يتيمًا، وعاش مسكينًا، ومات أولاده، وحَطَمَةُ الناس، فهو الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو القائد والمجاهد، والقاضي، والمعلم، والإمام، والمصلح والمرشد والموجه، وكان مع ذلك في شظف من العيش، ويقوم الليل ويصوم النهار ويأسف لعدم اهتداء الناس ويحزن لذلك، ويدعو إلى الله في كل وقت حتى أتم الدين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، فصلوات الله وسلامه عليه.

ومن حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفقته ورحمته بأمته بحجزها عن النار.

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثَلي كَمَثَلِ رَجُلٍ استَوقَدَ نَارًا. فَلَما أَضَاءَت مَا حَولَهَا جَعَلَ الفَرَاشُ وَهَذهِ الدواب التِى فِي النَّارِ يَقَعنَ فِيهَا. وَجَعَلَ يَحجُزُهُن وَيَغلِبنَهُ فَيَتقَحمنَ فِيهَا. قَالَ: فَذلِكُم مَثَلي

<<  <   >  >>