للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعالِمنا حقَّه" (١).

وإن مما نوصي به طالب العلم: ألا تقاطع الشيخ في حديث حتى يفرغ من مسألته تلك، ولقد قال الإمام البخاري: (باب من سُئلَ علمًا وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث) ثم ساق الحديث وفيه: أن أعرابيًا قال- والنبي - صلى الله عليه وسلم- يخطب: متى الساعة؟ فمضى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديثه وأعرض عنه، حتى إذا قضى حديثه قال: "أين أُراه السائل عن الساعة؟ .. " فدلت هذه الجملة على أنه سمعه، لكنه أعرض عنه تأديبًا وزجرًا له.

[٥ - مسابقة الشيخ في الحديث]

من سوء الأدب مسابقة الشيخ في الإجابات أو شرح المسائل، والتقدم بين يديه دون إذن منه، أو ضرب قوله بأقوال آخرين دون دليل، والتشغيب عليه.

قال ابن جَماعة: "لا يسبقَ الشيخَ إلى شرحِ مسألةٍ، أو جواب سؤال منه أو من غيره، ولا يظهر معرفته به، أو إدراكه له قبل الشيخ، فإن عرض الشيخ عليه ذلك ابتداء، والتمسه منه، فلا بأس، ولا ينبغي أن يقطعَ على الشيخ كلامه -أي كلامٍ كان- ولا يسابقه فيه، بل يصبر حتى يفرغ الشيخ من كلامه ثم يتكلم، ولا يتحدث مع غيره والشيخ يتحدث معه أو مع جماعة المجلس" (٢).


(١) انظر "صحيح الجامع الصغير" (٥٤٤٣).
(٢) "تذكرة السامع والمتكلم" (١٠١).

<<  <   >  >>