للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعفر - رضي الله عنه - حين قُتل قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اصنعوا لآل جعفرٍ طعامًا، فقد أتاهم أمر يشغلهم، أو أتاهم ما يشغلهم". أخرجه أبو داود، والترمذي وحسنه .. قال الإمام الشافعي في "الأم" (١/ ٢٤٧): "وأحب لجيران الميت أو ذي القرابة أن يعملوا لأهل الميت في يوم يموتُ وليلته طعامًا يُشبعهم، فإن ذلك سنةً، وذكرٌ كريمٌ، وهو من فعل أهل الخير قبلنا وبعدنا".

٨ - تجنب الوقوع في الخطأ معه.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيرًا" (١).

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندًا وهو خلقك". قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثمَّ أيُّ؟ قال: "وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك". قلت: ثمَّ أي؟ قال: "أن تُزاني حليلة جارك" (٢).

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلُ الجنةَ من لا يأمن جارُهُ بوائقَهُ" (٣). ومن الواجب غض البصر عن عورات الجار ومحارمه، وعدم إلحاق الأذى به من جميع الجوانب.

والآداب مع الجار كثيرة، ومنها السلام عليه، والتبسم في وجهه، ودعوته واحترامه والتعاون معه على الخير، وكذلك حفظ أسراره؛ لأن الجار قد يطلع على أمور لا يراها غيره، وهذا برأيي من الأمور المهمة بين الجيران.


(١) أخرجه البخاري (٨/ ٢٥٢)، ومسلم (٤٧).
(٢) أخرجه مسلم (٨٦) في كتاب الإيمان.
(٣) أخرجه أحمد، ومسلم (٧٣). قوله: (بوائقه) جمع بائقة أي غائلته وشره.

<<  <   >  >>