للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - إعلان المحبة لله تعالى.

الحب في الله أوثق عرى الإيمان، والمتحابون في الله لهم منابر من نورٍ يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء، والحب في الله فضيلته أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، والحياة لها طعم حين نعيشها لله، ولها طعمان حين نعيشها مع أُناسِ نُحِبُّهم في الله ويحبوننا، وكلمة (أحبك) محببة للنفس، وعندما تقال لله يكون لها وقع في النفوس، فالحب في الله مساحة كبيرة، وأرض فسيحة نباتها الصدق والإخلاص وماؤها التواصي بالحق والصبر، ونسيمها حسن الخلق، فما أشجَى الأسماع مثل كلمة أُحِبُّك في الله.

عن المقداد بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه" (١).

وفي رواية: "إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المحبة" (٢).

وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله" (٣).

قال بعض الصالحين: كلما قرأت قوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ


(١) أخرجه أحمد (٤/ ١٣٠) وغيره، وصححه الألباني ينظر "صحيح الجامع" (٢٧٩).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه "الإخوان" (٦٨) عن مجاهد مرسلاً، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٨٠).
(٣) صحيح. أخرجه أحمد (٥/ ١٤٥، ١٧٣)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٨١).

<<  <   >  >>