للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصحاب، وذلك باستعمال الذل المحمود بالعطف والرقة ولين الجانب بخفضه وعدم الشموخ والتعالي، وقد وجه الله سبحانه نبيه بالتواضع للمؤمنين فقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: ٨٨].

وقال سبحانه: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: ٥٤]. أي باتخاذ العطف واللين والتواضع مع المؤمنين، وليس أنهم أذلة مهانون، بل هذا الذل محمود كما قال سبحانه في حق الوالدين: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: ٢٤]. أي ألن لهما جانبك وتذلل لهما برقتك عليهما.

والعاقل من خفض جناحه لإخوانه، فنال محبتهم، فأسكنوه قلوبهم، ويكون ذلك بالخلق الحسن.

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار" (١).

قال الإمام الشافعي: "ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته" (٢).

٥ - الانبساط والمواساة في مالك.

عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حقت محبتي للمتباذلين فيَّ" (٣).


(١) صحيح. أخرجه أحمد (٦/ ١٣٣، ١٨٧)، والحاكم (١/ ٦٠)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (١٦٢٠).
(٢) "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ٩٨).
(٣) صحيح. أخرجه أحمد، وصححه المنذري، والألباني في "صحيح الترغيب" (٣٠٢٠).

<<  <   >  >>