للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفتى إن أرادَ نفعَ أخيهِ ... فهو أدرى في أمرهِ كيفَ يسعى

١٣ - قبول الاعتذارُ.

قبول الاعتذار: وهو تحرِّي الإنسان محو أثر الذَّنبِ، مع إظهار ندمٍ وأسف على ما وقع منه تجاه الغير بأنه لا يعود.

ومن الحسن اعتذار المسيء، مع الاعتراف بالخطأ، وأحسنُ من ذلك قبول الاعتذار.

قال أحمد بن أَعثم:

إذا اعتذرَ الصديقُ إليك يومًا ... من التَّقصيرِ عُذْر أخ مُقرّ

فصُنهُ عن جفائِكَ واعف عنهُ ... فإن الصّفحَ شِيمَةُ كُلِّ حُرّ

والعاقل من يجانب ويحذر أن يقول قولًا، أو يفعل شيئًا يسيء به للغير يعتذر عنه لاحقًا، لهذا جاء في الحديث: "إِيَّاك وكل ما يُعتذر منه" (١). أي احذر أن تقول قولاً أو تعمل شيئًا تعتذر عنه غدًا.

ونصيحتي لكل مسيء أن يبادر الاعتذار ويدع الاستكبار لينال عفو الغفَّار.

قال الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: "لو أن رجلًا شتمني في أذني هذه واعتذر إليَّ في أذني الأخرى لقبلت عذره".

ومن النظم في معناه:

قيل لي قد أساء إليك فلانٌ ... وقعود الفتى على الضيمِ عارُ

قلت قد جاءنا فأحدث عذرًا ... دية الذنب عندنا الاعتذارُ


(١) حسن. أخرجه الضياء عن أنس، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٦٧١).

<<  <   >  >>