للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٢ - مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة]

فالمرء مولع بمحاكاة من حوله، شديدُ التأثر بمن يصاحبه.

ومجالستهم تكسب المرء الصلاح والتقوى، والاستنكاف عنهم تَنَكُّبٌ عن الصراط المستقيم.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} [التوبة: ١١٩].

وقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: ٦٣].

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الجَليسِ الصالحِ والجليسِ السُّوءِ؛ كمثَلِ صاحبِ المِسك وكِيرِ الحدّادِ: لا يَعدَمُكَ من صاحب المسكِ إِما تَشتَرِيهِ، أو تَجِدُ رِيحَه، وكِيرُ الحدّادِ يَحرِقُ بدنكَ أو ثَوبَك، أو تَجِدُ منه رِيحًا خبيثَةً" (١).

قال أبو حاتم: "العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأن مودة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار، لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير، كذلك صحبة الأشرار تورث الشر" (٢).


(١) أخرجه البخاري (٤/ ٤٢٣، ٩/ ٦٦٠ - فتح)، ومسلم (٢٦٢٨) في البر والصلة.
(٢) "روضة العقلاء" (٨٠).

<<  <   >  >>