للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنه يحرّم الزنا. فقال: والله إن ذلك الأمر ما لي فيه من أرب. فقال: ويحرم الخمر. فقال: أمّا هذه فو الله إنّ في النفس منها لعلالات، ولكني منصرف فأتروّى منها عامي هذا، ثم آتيه فأسلم. فمات من عامه ذلك ولم يعد (١).

كذا ذكره ابن إسحاق وغيره (٢).

وفيه نظر من حيث إنّ الخمر إنما حرّمت في المدينة (٣)، والصواب فيما ذكره الأصبهانيّ من أن قدومه كان والنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأنه اجتاز بالحجاز فعرض له المشركون هنا، والله أعلم (٤).

[[إسلام وفد النصارى]]

وقدم عليه عليه الصلاة والسلام عشرون رجلا من النصارى-وسمّوا بذلك لأنّ مبدأ دينهم كان من ناصرة قرية بالشّام (٥) -من أهل نجران مدينة بالحجاز فيهم العاقب، فآمنوا بالله تعالى، فأنزل الله فيهم: {الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} [القصص:٥٢] الآيات. ويقال:


(١) قال في الروض ٢/ ١٣٦: وقول الأعشى: أتروّى منها هذا العام، ثم أعود فأسلم. لا يخرجه عن الكفر بإجماع، قال الإسفراييني في عقيدته: إذا قال المؤمن: سأكفر غدا أو بعد غد. فهو كافر لحينه بإجماع، وإذا قال الكافر: سأومن غدا أو بعد غد. فهو على كفره، لا يخرجه عن حكم الكفر إلا إيمانه إذا آمن، ولا خلاف في هذه المسألة، والله المستعان.
(٢) انظر السيرة ١/ ٣٨٨، والذي ذكر القصة هو ابن هشام وليس ابن إسحاق، وانظر الروض ٢/ ١٣٦.
(٣) كذا في الروض الأنف ٢/ ١٣٦.
(٤) انظر أغاني الأصبهاني ٩/ ١٢٥ - ١٢٦، وذكره قبله ابن قتيبة في الشعر والشعراء /١٥٤/. وفي شعره ما يدل على ذلك حيث يقول: ألا أيهذا السائلي أين يممت فإن لها في أهل يثرب موعدا
(٥) هكذا في الروض ٢/ ١٣٩.

<<  <   >  >>