للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك بأن جمعا من بني ثعلبة ومحارب تجمّعوا يريدون الإغارة، وعليهم دعثور بن الحارث المحاربي، وكان شجاعا، فلما سمعوا بمهبطه عليه الصلاة والسلام عليهم، هربوا في رؤوس الجبال.

وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم مطر، فنزع ثوبيه ونشرهما على شجرة ليجفا، واضطجع تحتها وهم ينظرون، فقالوا لدعثور: قد انفرد محمد فعليك به.

فأقبل حتى قام على رأسه، فقال: من يمنعك مني اليوم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «الله». فدفعه جبريل في صدره، فوقع السيف من يده فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: «من يمنعك أنت مني اليوم» (١)؟ فقال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.

ثم أتى قومه فدعاهم إلى الإسلام، فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} الآية (٢).

وسماه الخطيب: غورث، ويقال: غورك (٣).


= عن المدينة شرقها تجاه نجد. وأما تسمية الحاكم فهي للطبري ٢/ ٤٩٢، ويوضحها قول ابن حبيب في المحبر/١١٢/: ثم خرج صلى الله عليه وسلم في عقب المحرم إلى بني أنمار بن بغيض بذي أمر. وفي البخاري من كتاب المغازي، باب: غزوة أنمار (٤١٤٠) لكن ليس فيه تحديد لمكان أو زمان، ونقل الحافظ في شرحه عن مغلطاي أنها غزوة (أمر) بفتح الهمزة وكسر الميم.
(١) جاءت هذه العبارة في (٢) مثل الأولى.
(٢) وتمامها: فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاِتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المائدة:١١]. وانظر الخبر بكامله في مغازي الواقدي ١/ ١٩٤ - ١٩٦، وأخرجه البيهقي في الدلائل ٣/ ١٦٨ - ١٦٩ عنه.
(٣) الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب/٢٤٦/وعزاه الحافظ في الفتح ٧/ ٤٩٣ إليه، وبالأول (غورث) سماه الإمام البخاري عقب هذه القصة، حيث-

<<  <   >  >>