للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحاكم: فلما قاتلهم خالد، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأصاب غنيمة (١).

وقال ابن سعد: إنما انهزم بالمسلمين (٢).

وقال ابن إسحاق: انحازت كل طائفة من غير هزيمة (٣).

ورفعت الأرض للنبي صلى الله عليه وسلم حتى رأى معترك القوم وأخبر به (٤).


(١) يعني أن المسلمين قد هزموا عدوهم، وهذا هو قول الواقدي ٢/ ٧٦٤، وابن سعد ٢/ ١٣٠، وأخرجه البيهقي في الدلائل ٤/ ٣٦٥، وعزاه الحافظ في الفتح إلى مغازي أبي الأسود، ومغازي ابن عقبة أيضا. وتقدم حديث أنس رضي الله عنه في التعليق السابق.
(٢) الطبقات ٢/ ١٢٩. ورجحه المقريزي في الإمتاع ١/ ٣٤٩.
(٣) السيرة ٣/ ٣٨٠، وقال البيهقي في الدلائل ٤/ ٣٧٥ بعد أن ذكر اختلاف أهل المغازي في هذه المسألة: وحديث أنس يدل على ظهور خالد عليهم، والله أعلم بالصواب. وقال ابن القيم في الزاد ٣/ ٣٨٣: ذكر ابن سعد أن الهزيمة كانت على المسلمين، والذي في صحيح البخاري أن الهزيمة كانت على الروم. ثم قال: والصحيح ما ذكره ابن إسحاق أن كل فئة انحازت عن الأخرى. قلت: عجيب من ابن القيم أن يقدم قول ابن إسحاق على ما في الصحيح دون أن يذكر العلة. وانظر أيضا ابن كثير في البداية ٤/ ٢٤٨ حيث قال: ويمكن الجمع بين قول ابن إسحاق وبين قول الباقين، وهو أن خالدا لما أخذ الراية حاش بالقوم المسلمين حتى خلصهم من أيدي الكافرين من الروم والمستعربة، فلما أصبح وحوّل الجيش ميمنة وميسرة، ومقدمة وساقة كما ذكره الواقدي، توهم الروم أن ذلك عن مدد جاء إلى المسلمين، فلما حمل عليهم خالد هزموهم بإذن الله، والله أعلم.
(٤) هكذا أخرجه البيهقي من رواية موسى بن عقبة في الدلائل ٤/ ٣٦٤ - ٣٦٥. ويؤيده ما في رواية البخاري السابقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعاهم قبل أن يجيء خبرهم.

<<  <   >  >>